يستعمل البعض السؤال المكرر "هل تعتبر نفسك ناجحا؟" و لايزيد المسؤول إلا أن يجيب الجواب المكرر "النجاح شئ
نسبي، و لكني أعتبر نفسي ناجحا!".
ولكي نعرف مدى نجاحنا في هذه الحياة، يجب علينا أن نسأل سؤالين مهمين:
1- السؤال الأول هو "ما هي الجوانب التي سنعتبرها في قياس النجاح؟"
2- والسؤال الثاني هو "ما هو المقياس الذي سنقيس فيه نسبة النجاح في كل جانب؟"
في السطور القادمة، سنتكلم عن جوانب النجاح السبعة، التي تكون موجودة في حياة معظم الناس:
أ-الجانب الروحاني:
وهو جانب مهم جدا، و النجاح في هذا الجانب يفسر و يمهد لنجاح أو لفشل الجوانب التالية، وهو الجانب الذي يعتمد
على علاقة الشخص بالخالق الذي يملك حياته و مصيره و يسير أموره.
ب-الجانب الصحي:
لا شك أن صحة الإنسان هي رأس المال الأول و الأهم الذي يعتمد عليه كل إنسان، فلو كان الإنسان مريضا أو به علة،
فمن الممكن أن يؤثر هذا المرض أو هذه العلة على سير النجاح في الجوانب المتبقية، و من الممكن أن يحمل الشخص
إعاقة معينة و لكنه يتمتع بصحة جيدة فذلك لن يؤثر كثيرا على النجاح في الجوانب الأخرى، بل في بعض الأحيان تكون
الإعاقة حافز إضافي و قوي للنجاح.
ج-الجانب الشخصي:
يعتني هذا الجانب بنظرة الإنسان لنفسه، و حبه لذاته "الذي لا يعني الغرور"، و إعتقاده بقدراته و بإستطاعته أن يطور
من نفسه، حديثه مع نفسه، ردة فعله لحديث الأخرين عنه، هل عنده القدرة على إتخاذ القرار في الجوانب الأخرى، هل
يحاسب نفسه و يعدل نحو الأفضل. و نجاحه في هذا الجانب يعتبر القاعدة التي يبني عليها النجاح في المجالات التالية.
د- الجانب العائلي:
إن النجاح في هذا الجانب يعد مطلبا ضروريا جدا، لأن الجانب العائلي هو الأرضية التي يُبنى عليها المجتمع ككل، و
بالتالي هي الأرضية التي سيبني عليها الشخص حياته و سعادته و حزنه، و العائلة في أغلب الأحيان تمثل وقود النجاح.
هـ- الجانب الإجتماعي:
نحن مخلوقون لكي نعيش ضمن مجموعات، و يستفيد بعضنا من بعض، لا يستطيع الإنسان أن يعيش مفردا، فهو يحتاج
إلى الناس، يحتاج إلى العلاقات الخارجية، سواء كانت علاقات عمل أو علاقات شخصية، و النجاح في هذا الجانب يعتبر
عمود النجاح.
و- الجانب المهني:
الكل سينظر للشخص العاطل عن العمل و حتى الذي يعمل و لا يطور من نفسه في الجانب المهني و يحسن من أدائه على
أنه شخص غير مرغوب فيه و التعامل معه أو حتى الجلوس معه ربما يشكل خسارة.
ز- الجانب المادي:
تعتبر المادة عصب النجاح، و هي مطلوبة لتسيير عجلة النجاح، و يعتبر بعض الناس أن هذا الجانب هو الجانب الوحيد
الذي يمثل النجاح، و حتى لو فشل الشخص في معظم الجوانب الأخرى فإن نجاحه في هذا الجانب قد يغفر له.
هذه هي جوانب النجاح السبعة و التي لا يستطيع أحد أن يوفق بينها كلها بنفس المقدار، و لكن المطلوب للنجاح في هذه
الجوانب هو أن يواظب الإنسان على التحسين المستمر و إيجاد العقبات و حلها قبل تفاقمها.